انتصف
عام 1973م أو كاد، وكل (مصر) تحيا فى توتر كامل، فبعد شعور مبهم بأن
القيادة السياسية قد استمرأت حالة اللاسلم واللاحرب، وارتاحت لاستقرار
الأوضاع على الجبهة، بعد بناء حائط الصواريخ، وإيقاف حرب الاستنزاف، وقبول
مبادرة (روجرز)، وانشغال الرئيس (السادات) بقضية الاستقرار على مقعد الحكم،
وتأكيد وجوده، بعد سنوات طوال، لم يكن المصريون يتصوَّرون خلالها أن شخصًا
سوى الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) يمكن أن يحتل منصب الرئيس، ليقود
الشعب كله إلى الانتصار على العدو، الذى أذاقنا هزيمة مريرة، فى عام 1967م،
راح يتباهى بها طوال الوقت، ويُعلن فى كل مناسبة، وبلا مناسبة، أنه يمتلك
جيشًا أسطوريًا، لا يُقهر أبدًا ..

ومن ناحية أخرى، بدت كل القيادات، السياسية والعسكرية هادئة مسترخية
بالفعل، وكأنَّما تؤكِّد ما يدور بأذهان الشعب، وتعمِّقه أكثر وأكثر، مع كل
أحاديثها، وتصريحاتها، التى اتَّسمت بالمسالمة، والابتعاد تمامًا عن
النبرة الصارمة أو الساخنة، أو حتى عن مناقشة القضايا الحاسمة، على الصعيد
العسكرى ..

ولكن تحت القناع الهادئ، كانت هناك صورة مختلفة تمامًا ..

صورة لبحر متلاطم، من النشاط والحيوية، وبركان ثائر تحت السطح، تغلى حممه وتفور، استعدادًا للانفجار العارم ..

عندما تحين اللحظة المناسبة ..

وهناك، فى كوبرى القبة، وداخل مبنى المخابرات العامة المصرية، كان النشاط
قد بلغ ذروته، والتوتر تصاعد إلى قمته، مع بدء العد التنازلى، الذى لا
يُدركه سوى فئة محدودة، من أعلى القيادات، استعدادًا للمواجهة الكبرى،
والحرب الشاملة المنتظرة ...

وكانت أمام الرجال عشرات المشكلات والقضايا، التى تحتاج إلى تحرُّكات قوية
متَّصلة، وحلول عاجلة مبتكرة، حتى يمكن تحقيق كل الأهداف المطلوبة للمواجهة
..

كان عليهم أن يُقنعوا العدو بأن (مصر) لا تُفكِّر مجرَّد تفكير، فى شن أية حروب، لا فى الوقت الحالى، ولا حتى فى المستقبل القريب ..

وأن يخفوا كل أسرارهم عنه ..

ويكشفوا كل ما يمكنهم من أسراره، فى الوقت ذاته ..

وتحقيق هذه الأهداف كان يحتاج إلى كل الجهد ..

وكل الوقت ..

وكان أخطرها وأهمها، من وجهة نظر الكل، هو خطة الخداع الرئيسية ..

لابد وأن يقتنع الإسرائيليون بما اقتنع به الشعب المصرى كله ..

بحالة الركود، والسكون، واستمراء اللاسلم واللاحرب، وخوف القيادة السياسية والعسكرية من المواجهة المباشرة، بأية صورة من الصور ..

وفى سبيل هذا، صنع الرجال عشرات المحاور والخيوط ..

كل شئ تمت دراسته بمنتهى الدقة والعناية ..

كميات المواد التموينية، ومعدلات استيرادها ..

المخزون السلعى والاستراتيجى ..

تحرُّكات وإجازات ضباط الجيش وجنوده ..

وحتى ابتسامة الرئيس والوزراء وقادة الجيش، وصورهم فى المناسبات الرسمية،
تمت دراستها، بحيث توحى بالهدوء والاسترخاء، حتى يتصوَّر العدو أن الترهل
قد أصاب القيادة، ولم تعد فكرة الحرب واردة فى الأذهان خصوصا مع وجود
بروفيسور كبير لدي الكيان الصهيوني متخصص في قراءة الملامح وهذه قصة اخري
من قصص تفوقنا سنكتبها بإذن الله قريبا ..

ولكن العدو أيضًا كان يعمل بنفس الهمة والنشاط؛ لكشف الحقائق، وتحديد المواقف والأهداف ..

وكانت له عيونه، خارج (مصر) وداخلها ..

ومن بين تلك العيون كان (خالد) ..

شاب فى الثلاثين من عمره، من أسرة متوسِّطة، مثل كل أو معظم الأسر المصرية،
فى ذلك الحين، والده مدير بإحدى المصالح الحكومية، وأمه ربة بيت بسيطة،
ودخل الأسرة يكفى بالكاد لحياة كريمة، دون فائض أو مدخرات، أو حاجة لمد
الأيدى للآخرين ..

ولأن والده مصرى أصيل شريف، اعتاد ألا ينفق على أبنائه إلا من حلال، فقد
ارتضى تلك الحياة، وبذل كل جهده، لتنشئة أبنائه الأربعة على الإيمان
والكفاح والقناعة والشرف ..

ومن المؤكِّد أنه قد أفلح فى هذا، مع ابنتيه، وطفله الصغير (آخر العنقود) ..

ولكنه فشل تمامًا مع الابن الأكبر (خالد) ..

فمنذ حداثته، كان (خالد) متمِّردًا على هذه الحياة
المتواضعة، وطامحًا للعيش فى رغد وثراء، مثل أولاد خاله التاجر بحى
(الموسكى)، والذين يُقيمون فى المنزل المقابل لهم تمامًا
..

وعبثًا حاول والده إقناعه بأن الله (سبحانه وتعالى) قد
جعل الناس فوق بعض درجات، وأنه أعلم بالسرائر وخفايا النفوس، وبأن المال
يكون أحيانًا مدخلاً إلى الفساد والفشل والضياع، وليس العكس ..

ولكن (خالد) صمّ أذنيه تمامًا، عن كل نصائح والده، وظلّ يحلم بالثراء ورغد العيش، بأية وسيلة ممكنة، شريفة أو غير شريفة ..

ولكن الرياح لا تأتى دومًا بما تشتهى السفن ..

لقد حاول، وحاول، وحاول، وسلك كل السُبل، ولكن رزقه ظلّ محدودًا، يكفيه
بالكاد للحد الأدنى من الرفاهية، مما لا يُشبع رغباته وطموحاته، أو يُحقَّق
أحلامه وآماله وتطلعاته الطبقية ..

حتى لاحت فرصة السفر إلى (إيطاليا) ..

وعلى الرغم من توسلات أبيه، ودموع أمه، وحزن أشقائه، تعلَّق (خالد) بأمل
السفر، واستخرج الجواز، وحصل على التصريح اللازم، واستقلّ أوَّل طائرة إلى
(روما)، مع صديق طموحاته وتطلعاته (عمر) ..

وفى (روما)، لم يكن الحال بأفضل مما كان عليه فى (مصر) ..

العمل شاق مرهق للغاية، والأجور قليلة ضعيفة إلى حد مستفز ..

على الأقل، فى (مصر) كان يجد فراشًا يأويه، فى آخر الليل، دون أن يُنفق من أجله نصف ما عمل به طوال النهار ..

وهكذا سارت الأحوال من سئ إلى أسوأ ..

حتى كانت تلك الليلة ..

انتهى من عمله الشاق مع (عمر)، فى وكالة للشحن والنقل، ثم خرجا معًا لقضاء السهرة فى بار صغير، فى الحى الشعبى الذى يُقيمان فيه ..

وهناك التقيا بالسيد (عدنان) ..

رجل شرقى الملامح، شامى الهيئة، بدا بحلته الفاخرة، والسيجار الضخم بين
أصابعه، متناقضًا تمامًا مع ذلك البار المتواضع الصغير، الذى اكتظّ بالعمال
والموظفين المرهقين، الذين يكتفون بخمر ردئ رخيص، وراقصة تجاوزت شرخ
الشباب، لتخطو أولى خطواتها نحو بئر الشيخوخة ..

وبسرعة، وبوسيلة لم يُدركها (خالد) أو (عمر)، وجدا نفسيهما ضيفين على مائدة
السيِّد (عدنان)، الذى بدا سعيدًا للغاية لكونهما عربيين مصريين، وراح
يدعوهما لتناول كل ما يروق لهما، من طعام وشراب، على حسابه الخاص، بعد أن
اتَّضح لهما أنه يتردَّد على ذلك البار بصفة شبه مستديمة، وبصحبته دومًا
أجمل الفتيات، وأكثرهن حُسنًا وفتنة ..

وكان من الطبيعى، والحال هكذا، أن تتوطّد الصداقة بين (خالد) و(عمر)،
والسيد (عدنان) السخى، ولكن هذا الأخير لم يلبث أن خصّ (خالد) باهتمامه
الزائد وصداقته القوية، وخاصة بعد أن أدرك مدى ما يملأ نفسه من غضب وسخط ونقمة وكراهية، تجاه الوطن الذى أنجبه ورباه، وصنع منه شابًا يافعًا قويًا ..

وما هو إلا شهر واحد، حتى توقَّف السيِّد (عدنان) عن السهر فى ذلك البار
الردئ، ونقل سهراته إلى آخر أنيق، فى الشارع الرئيسى، فى منتصف العاصمة،
ونقل معه (خالد) وحده، من دون (عمر) ..

وذات ليلة، سأله فى اهتمام:
- قل لى يا (خالد) : ألا تُفكر فى الحصول على عمل سهل، بدخل يبلغ خمسة أضعاف دخلك الحالى على الأقل ؟!

هتف به (خالد) فى لهفة:
- دلنى عليه، وسأقبله فورًا بلا تردُّد.

تراجع (عدنان)، وسأله فى حذر:
- ألا يشغلك التساؤل عن نوعيته ؟!

هزًّ (خالد) رأسه فى قوة، وهو يُجيب:
- إننى مستعد للقتل، فى سبيل مبلغ كهذا.

وهنا ابتسم (عدنان)، ورمقه بنظرة خاصة، وهو يقول:
- اطمئن .. الأمر لن يبلغ حد القتل.

ومع بداية كهذه، كان من الطبيعى أن يتطوَّر الأمر فى سرعة، ليعلم (خالد) أن
السيِّد (عدنان) هذا ليس عربيًا، ولكنه إسرائيلى، وأن المطلوب منه أن يعمل
لحساب المخابرات الإسرائيلية فى (مصر) ..

ولقد قبل كل الشروط، دون اعتراض واحد، واختطف رزمة النقود، التى أعطاه إياها (عدنان)، بكل لهفة الدنيا، ووجهه يحمل ابتسامة كبيرة ..



ومن (عدنان)، انتقل الأمر إلى ضابط إسرائيلى، من جهاز (الموساد)، بدأ معه مرحلة تدريب وإعداد، استعدادًا لعودته إلى (مصر) ..

وفى أوائل عام 1971م، عاد (خالد) إلى (مصر)، فى حال غير الحال ..

والعجيب أنه لم يذهب لزيارة أسرته مباشرة، وإنَّما ذهب أوَّلاً لاستئجار
شقة خاصة، فى منطقة راقية، وتأثيثها بأفضل الأثاث، ووضع داخلها جهاز
الراديو الأنيق، الذى أحضره معه من (روما) ..

ثم بدأت مرحلة الصداقات والارتباطات ..

وفى تلك المرحلة فقط، ذهب لزيارة أسرته ..

ولقد استقبله الجميع بفرحة عارمة، وتصوَّروا أنه قد أتى من المطار إليهم
مباشرة، إلا أنه لم يحاول حتى التظاهر بهذا، وإنَّما أخبرهم بأمر وصوله،
وتأثيثه شقته، متعلَّلاً بأنه أراد مفاجأتهم بما وصل إليه، وبما أصبح عليه
حاله ..

والواقع أنهم جميعًا قد انبهروا بشقته الجديدة، وموقعها، وأثاثها الفاخر ..

فيما عدا والده ..

هو وحده شعر بقلبه ينقبض، عندما خطا داخلها لأوَّل مرة، وأخبر زوجته، بعد عودتهم إلى منزلهم أنه شديد القلق على ابنه ..

أما ذلك الابن، فقد راح يعمل بمنتهى الحماس والنشاط، لتحقيق الهدف
من عودته، فبدأ بجمع المعلومات، وإرسالها إلى عنوان حدَّده له ضابط
المخابرات الإسرائيلى فى (باريس)، ثم تطوَّر الأمر إلى استقبال التعليمات
لاسلكيًا، واستخدام الحبر السرى ..

وبعدها سافر (خالد) مرة أخرى إلى (روما)، فى نهاية عام 1971م، ليحصل على
دورة متقدِّمة، فى استخدام اللاسلكى، والتعامل بالشفرة، وتصوير المستندات
بآلة تصوير صغيرة للغاية ..

وعاد (خالد) فى الشهر الثالث من عام 1972م، وقد تطوَّر دوره، وصار عليه أن يعمل لتجنيد آخرين، من فئات تم تحديدها بدقة ..

وفى هذه المرحلة بالذات، انكشف أمر (خالد) ..

وأدركت المخابرات العامة أنها تواجه جاسوسًا إسرائيليًا خطيرًا ..

ولكن أحدًا لم يُحاول إلقاء القبض عليه، أو كشف أمره ..

ففى مثل هذه الظروف، يكون وجود أمثاله مفيدًا جدًا ..

وخاصة عندما يُصبح تحت السيطرة التامة ..

ومن خلال (خالد)، ودون أن يدرى هذا الأخير، راحت المخابرات المصرية تُرسل إلى الإسرائيليين كل ما تُريد أن تُقنعهم به ..

وبأسلوب دقيق مدروس ..

كومة من المعلومات الصحيحة بمنتهى الدقة، وبينها معلومة أو معلومتان، تكفيان لإفساد خط تحليل الموقف تمامًا ..

وفى الوقت نفسه، تعرَّف (خالد)، بأسلوب بدا تلقائى وغير مقصود، على أحد
الضباط العاملين فى القيادة المشتركة للجيش، برتبة رائد، وتوطدت بينهما
صداقة عميقة، كان الجاسوس هو الساعى إليها بالطبع ..

وفى شقته الفاخرة، قضى (خالد) عدة سهرات مع الرائد، وراحا يتحدثان فى عشرات الأمور، بحيث يمكنه استدراجه إلى الإفضاء بعدد من الأسرار العسكرية، على نحو يبدو تلقائيًا تمامًا ..

وطوال تسعة أشهر كاملة، لم يحصل (خالد) على معلومة واحدة خاطئة، من الرائد (مصطفى) ...

كلها معلومات صحيحة وسليمة ودقيقة تمامًا، على الرغم من أنها تُلقى
بعشوائية، وسط عشرات الأحاديث العادية، حتى أن المخابرات الإسرائيلية قد
أبدت ارتياحها الشديد لتلك الصداقة، وأوصت جاسوسها بالاستمرار فيها بحذر،
ولكنها رفضت تمامًا اقتراح (خالد) بمحاولة تجنيد الرائد (مصطفى)؛ نظرًا لأن
الأمور كانت تسير على ما يرام، ومحاولة التجنيد قد تُفسد كل شئ بلا داع ..

وفى سبتمبر 1973م، كانت القيادة الإسرائيلية مقتنعة تمامًا بأن (خالد) هذا
أحد أفضل جواسيسها فى (مصر)، وأن الرائد (مصطفى) هو أفضل مصدر، دقيق
للمعلومات العسكرية على الإطلاق، دون أن يدرى ..

أو هكذا كانت تتصوَّر ..

وهنا رأى الرجال أن اللحظة التى طال انتظارهم لها قد حانت ..

وأن الهدف الرئيسى من زرع الرائد (مصطفى)، فى منزل وحياة (خالد)، قد حان وقته، وأتى أوانه ..

وفى واحدة من سهراتهما، فى نهاية سبتمبر 1973م، مال (مصطفى) على أذن (خالد)، وقال بلهجة رجل مخمور، لا يُدرك ما الذى يتفوّه به:
- هل تعلم أن القادة كلهم يخشون خوض حرب مع (إسرائيل) ؟!

غمغم (خالد) فى حذر:
- كنت أتصوَّر العكس.

هزَّ الرائد (مصطفى) رأسه فى قوة، ثم تلفَّت حوله، وكأنَّما يُحيط بهما جمع غفير، فى الشقة الخالية إلا منهما، وقال:
- هل أُخبرك بسر ؟!

سأله (خالد) فى اهتمام أكثر حذرًا:
- وما هو ؟!

مال نحوه مرة أخرى، قائلاً:
- اليوم طالعت مذكرة سرية، مُرسلة من رئيس الجمهورية، إلى وزير الدفاع،
يطلب منه فيها دراسة إمكانية قيام القوات المسلحة بعملية محدودة، لتهدئة
الرأى العام، فى بدايات فبراير 1974م، بحيث لا تُثير غضب الإسرائيليين، إلى
الحد الذى يدفعهم للثأر بعملية عنيفة.

برقت عينا (خالد)، لسماع هذه المعلومات المذهلة، التى تحسم الكثير والكثير
من القلق والتساؤلات الإسرائيلية، فى الآونة الأخيرة، فى حين تراجع الرائد
(مصطفى)، ملوِّحًا بيده، ومتابعًا:
- هل رأيت خوفاً يفوق هذا ؟!

وابتسم (خالد) دون تعليق ..

وفى الليلة نفسها، بثّ هذه المعلومة بالشفرة إلى (إسرائيل) ..

وفى قسم الاعتراض، بالمخابرات العامة المصرية، التقط الرجال رسالته، وعلت وجوههم ابتسامة واثقة، والرائد (مصطفى) يُغمغم:
- عظيم .. يبدو أن ما احتملته طويلاً سيؤتى ثماره الآن.

قالها بوقار وتركيز شديدين، لا يُشبهان قط لهجته المتهالكة، التى نقل بها
السر الزائف للجاسوس ..

وعندما بلغ الخبر الإسرائيليين، لم يكن لديهم سبب واحد لعدم الاعتقاد فى صحته ..

كل الشواهد والدلائل، التى تم صنعها بدقة مدهشة، كانت تؤكِّده تمامًا ..

ثم إن الرائد (مصطفى) لم ينقل إلى (خالد) معلومة واحدة خاطئة قط ..

وهكذا اطمأنت قلوبهم جميعًا ..

وقلب الجاسوس (خالد) أيضًا ..

حتى ظهر السادس من أكتوبر 1973م ..

ففى تلك الساعة، انقضت النسور المصرية على الجيش الإسرائيلى ..

وطرق صقور المخابرات العامة باب منزل الجاسوس ..

ونال جزاءه العادل ..

ومع مرارة الهزيمة، وأمام حبل المشنقة، كشف الإسرائيليون وجاسوسهم سر
الرائد (مصطفى)، والجهاز القوى من خلفه، والشعب الذى لم يعتد أبدًا
الاستسلام للهزائم ..

السر المصرى ..

الحقيقى.