الملوانى
ااهلا بك زائرنا الكريم نتمنى ان تقضى وقت طيب معنا اسره منتدى الملوانى
الملوانى
ااهلا بك زائرنا الكريم نتمنى ان تقضى وقت طيب معنا اسره منتدى الملوانى
الملوانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

افلام برامج العاب صور جميلات العرب واحدث الاغانى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فؤاد الدوكو




ذكر عدد المساهمات : 54
تاريخ الميلاد : 12/04/1981
تاريخ التسجيل : 24/04/2012
العمر : 43
العمل/الترفيه : خراط

ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  Empty
مُساهمةموضوع: ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )    ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  I_icon_minitimeالسبت مايو 05, 2012 5:37 am



قبل ان نتطرق الي الحديث عن هذة العملية
اود ان اتحدث بشيء من الايجاز عن موضوع مهم جدا
الحرب النفسية الاعلامية
( وبالبلدي كده )
كلنا مبهورين بعمليات المخابرات الامريكية والبريطانية وووو سواء خلال الحرب العالمية الثانية بالذات او بعدها
وكام فيلم اتعمل عنها خلانا مبهورين جدا بيهم
ووصل بينا الاعجاب لدرجه خلتنا مش واثقين في نفسنا ولا في جيشنا ولا في مخابرات بلدنا
نرجع بقي للقصة
دي من اهم فضايح المخابرات البريطانية
تعالوا نقرا مع بعض
والحكم ليكم
×××××××××××

ساد القلق أوروبا
كلها‏,‏ في تلك الأيام العصيبة‏,‏ من نهايات عام‏1938‏ م‏,‏ وبدايات‏1939‏
م‏,‏ ففي تلك الآونة‏,‏ كانت كل أجهزة المخابرات الأوروبية‏,‏ وبالذات جهاز
المخابرات البريطاني المعروف باسم‏(‏ أي إم ـ‏6),‏ تبذل قصاري جهدها‏,‏
لتحديد أهداف‏(‏ هتلر‏)‏ الأساسية‏,‏ التي تشف عنها خطبه الملتهبة‏,‏
وتوعداته العصبية‏..‏وتحت قيادة الأدميرال سير‏(‏ هوج سنكلير‏),‏ راح جهاز
المخابرات البريطاني يدس جواسيسه‏,‏ في ألمانياوأوروبا‏,‏ لجمع كل
المعلومات الممكنة عن نوايا‏(‏ هتلر‏)‏ وطموحاته‏,‏ واستعداداته لشن أية
حروب قادمة‏..‏

وجاءت المعلومات مخيفة‏..‏ وإلي أقصي حد‏..‏

فالزعيم النازي يعيد بناء آلته الحربية‏,‏ علي نحو لم تعرفه أية دولة‏,‏ في أوروبا كلها‏..‏
دبابات‏..‏ طائرات‏..‏ مدافع طيران‏..‏ أسلحة خفيفة‏..‏ ذخائر‏..‏
كل شيء يتم إنتاجه بالمئات‏,‏ وبأسلوب
لا يمكن أن تسعي إليه دولة‏,‏ لمجرد الحفاظ علي أمن وسلامة حدودها‏,‏ بل
دولة تستعد لشن حرب‏..‏ بل حروب‏..‏

وكان هذا يستدعي تدخلا حاسما‏..‏ وسريعا‏..‏ للغاية‏..‏
‏***‏
سرت موجة عنيفة من التوتر‏,‏ في كيان
ذلك العميل البريطاني‏,‏ الذي لم تفصح الوثائق عن اسمه ابدا‏,‏ وهو يعود
إلي منزله‏,‏ في قلب‏(‏ برلين‏),‏ في الخامسة من مساء ذلك اليوم‏,‏ من
بدايات‏1939‏ م‏..‏

فقد كان يمارس لعبة الجاسوسية في هدوء
وثقة‏,‏ وبنشاط جم‏,‏ ويعود كل يوم إلي منزله‏,‏ وجيوبه تحمل عشرات الصور
والوثائق والمعلومات‏,‏ و‏...‏ ولكن دوام الحال من المحال‏,‏ ففي ذلك
اليوم‏,‏ شعر ذلك العميل بأن الأمور لا تسير علي ما يرام‏..‏ هناك حتما من
يراقبه ومن يتبعه‏,‏ وهذا لا يمكن أن يعني سوي أمر واحد فقط لا غير‏..‏ لقد
انكشف أمره بوسيلة ما‏..‏




وبكل قلق الدنيا‏,‏
راح الرجل يحث الخطي‏,‏ محاولا بلوغ أي شارع جانبي‏,‏ ليتخلص من كل ما
تحويه جيوبه‏,‏ من أوراق وصور‏,‏ تكفي لإعدامه في قلب أكبر ميادين‏(‏
برلين‏),‏ بلا أدني شفقة أو رحمة‏,‏ في نفس اللحظة التي برز فيها رجل ضخم
الجثة أمامه‏,‏ يتطلع إليه بنظرة وحشية شرسة‏,‏ قائلا بكل خشونة الدنيا‏:‏

ـ لقد انتهي أمرك‏.‏

ومع آخر حروف كلماته‏,‏ شعر العميل بضربة علي مؤخرة رأسه‏,‏ غاب بعدها عن الوعي تماما‏..‏
ووفقا لتقريره‏,‏ لم يدر كم مضي عليه
فاقد الوعي‏,‏ ولكنه عندما أفاق‏,‏ وجد نفسه مقيدا بإحكام إلي مقعد ثقيل‏,‏
داخل قبو رطب‏,‏ مضاء بمصباح واحد باهت‏,‏ وسمع صوتا يهتف في قوة هايل
هتلر‏.‏

وعندئذ أدرك العميل أن ضابطا من الضباط
الكبار قد وصل إلي المكان‏,‏ فرفع عينيه يتطلع إلي ذلك الزي الرسمي‏,‏ الذي
ملأ بصره كله‏,‏ قبل أن يتطلع إلي وجه الضابط‏(‏ شلنبرج‏)‏ مباشرة‏..‏



اتركنا وحدنا‏...‏

انطلق صوت‏(‏
شلنبرج‏)‏ بذلك الأمر الصارم‏,‏ الذي استقبله الرجل بتحية عسكرية قوية‏,‏
وأسرع ينفذه دون أدني اعتراض أو مناقشة‏,‏ حتي أصبح الضابط النازي الوسيم
وحده في القبو‏,‏ يتطلع في صمت صارم‏,‏ إلي العميل‏,‏ الذي سرت في جسده
قشعريرة باردة كالثلج‏,‏ حتي سأله‏(‏ شلنبرج‏)‏ فجأة‏:‏

ـ أنت تعمل لحساب البريطانيين‏..‏ أليس كذلك؟‏!‏

صعقت العبارة
العميل‏,‏ فحدق فيه بكل ذهوله‏,‏ دون أن يخطر بباله لحظة واحدة أنه يشهد
مولد أخطر عملية مخابرات‏,‏ في تاريخ الحرب العالمية الثانية‏...‏ وبكل
ذهوله‏,‏ هز رأسه‏,‏ وكأنما يحاول إيقاظ نفسه مما يسمعه‏,‏ لو أنه مجرد
حلم‏,‏ وعاد يحدق في‏(‏ شلنبرج‏),‏ الذي مال نحوه‏,‏ وتطلع إلي عينيه
مباشرة‏,‏ حتي خيل للرجل أنه قد اخترق كيانه حتي النخاع‏,‏ وهو يقول بمنتهي
الصرامة‏:‏

ـ أريد موعدا مع رجال المخابرات البريطانية‏.‏

وكانت مفاجأة للعميل‏..‏ مفاجأة مذهلة‏.‏

وفي نهار أحد أيام
أوائل‏(‏ فبراير‏),‏ عام‏1939‏ م‏,‏ وعلي الرغم مما بدا عليه مبني جهاز
المخابرات البريطاني‏(‏ إم ـ أي ـ‏6),‏ من هدوء وصمت‏,‏ في تلك الساعة‏,‏
إلا أن إحدي حجراته كانت تشهد نشاطا مكثفا‏,‏ ومناقشات حامية متصلة‏,‏ منذ
غروب شمس اليوم السابق‏,‏ فبمنتهي الدقة‏,‏ راح مدير المخابرات ـ آنذاك
ـ‏(‏ هوج سنكلير‏),‏ يراجع مع نائبه‏(‏ فنرز‏),‏ ورجليه‏(‏ بست‏)‏
و‏(‏ستيفنز‏)‏ تفاصيل ذلك العرض المدهش‏,‏ الذي عاد به عميلهم الألماني‏,‏
من قلب‏(‏ برلين‏),‏ ويدرسون كل الاحتمالات‏,‏ وكل الملابسات‏,‏ بما فيها
احتمالات الخداع والتحايل‏,‏ وخاصة بعد أن اعلمهم‏(‏ شلنبرج‏)‏ بأنه أحد
المنشقين عن النظام النازي‏,‏ في قلب جهاز مخابراته الرهيب‏,‏ وعلي الرغم
من صعوبة ودقة الموقف‏,‏ تقرر قبول عرض‏ (‏ شلنبرج‏),‏ خاصة وقد تطورت
الأمور بسرعة‏,‏ في الأشهر القليلة التالية‏,‏ علي نحو مخيف‏,‏ جعل الاتصال
بالميجور الألماني‏(‏ شلنبرج‏),‏ ومجموعته من المنشقين العسكريين‏,‏ أمرا
حتميا لا يقبل الجدل‏,‏ أو حتي التأجيل لحظة واحدة‏.‏


ففجأة بدأ الفوهلر
الألماني أدولف هتلر‏,‏ في تنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية‏,‏ لمد
نفوذ‏(‏ ألمانيا‏)‏ النازية‏,‏ الي‏(‏ أوروبا‏)‏ كلها‏,‏ لم يكن هذا مفاجئا
للجميع في حد ذاته‏,‏ إلا أن البداية جاءت دون أن يتوقعها أحد بحجة
استعادة‏(‏ ألمانيا‏)‏ لما فقدته في الحرب العالمية الأولي‏,‏ بسبب
معاهدة‏(‏ فرساي‏)‏ للاستسلام‏..‏


وعلي الرغم من وضوح
الصورة وقوتها‏,‏ التزمت معظم بلدان‏(‏ أوروبا‏)‏ بالحذر‏,‏ ورفضت إعلان
الحرب علي‏(‏ ألمانيا‏)‏ ما لم تحتم الظروف هذا‏..‏


ولقد التقي‏(‏
بست‏)‏ و‏(‏ستيفنز‏)‏ بالميجور‏(‏ فالتر شلنبرج‏)‏ شخصيا‏,‏ في مدينة‏(‏
برن‏)‏ السويسرية المحايدة‏,‏ وقضيا معه بعض الوقت‏,‏ الذي انتهي
باقتناعهما به‏,‏ وبحماسه الشديد‏,‏ في مقاومة النظام النازي‏,‏ وبذل أقصي
جهد لإسقاطه‏..‏


وبخطوط بسيطة‏,‏
ودون الدخول في التفاصيل‏,‏ شرح لهما‏(‏ سلنبرج‏)‏ أسلوب تنظيم المجموعة‏,‏
وقدراتها‏,‏ واحتياجاتها‏,‏ مؤكدا أن كل ما يطلبونه هو بعض الدعم
المادي‏,‏ مع وعد من البريطانيين بعدم استغلال ضعف‏(‏ ألمانيا‏)‏ خلال فترة
إسقاط النظام النازي‏,‏ للانقضاض عليها واحتلالها‏..‏


ومن‏(‏ برن‏),‏
عاد‏(‏ شلنبرج‏)‏ بالميجور إلي‏(‏ برلين‏),‏ في حين اتجه‏(‏ بست‏)‏
و‏(‏ستيفنز‏)‏ مباشرة إلي ‏(‏ لندن‏),‏ دون أن يدركا أن ما حملاه معهما
سيقلب الأمور كلها رأسا علي عقب‏..‏ وبمنتهي العنف‏.‏

‏***‏



من
الأمور التي يجهلها العديدون‏,‏ أن عمل أجهزة المخابرات ليس عسكريا
بالدرجة الأولي‏,‏ ولكنه أحد أعمال السيادة والسياسة‏,‏ ليس لوسائله‏,‏
ولكن لنتائجه‏,‏ التي هي في نهايتها نتائج سياسية محضة‏,‏ مهما اتخذت من
صور وسيطة‏,‏ خلال مرحلة التنفيذ
‏,,‏ ولهذا السبب‏,‏ كان من
الطبيعي أن يحمل مدير المخابرات البريطانية‏(‏ هوج سنكلير‏)‏ تقارير‏(‏
بست‏)‏ و‏(‏ ستيفنز‏),‏ ليضعها كلها أمام رئيس الوزاء البريطاني ـ آنذاك
ـ‏(‏ نفيل تشامبرلين‏)..‏ وفي ظروف أوروبية مشتعلة كهذه‏,‏ كان من الطبيعي
أن يلغي رئيس الوزراء البريطاني كل مواعيده‏,‏ وأن يجتمع طويلا
بالأدميرال‏(‏ سنكلير‏),‏ ويستمع إلي كل التفاصيل‏,‏ ويقرأ بنفسه كل
التقارير‏.‏


وعندما اتخذ رئيس
الوزراء البريطاني قراره‏,‏ بإمساك العصا من منتصفها‏,‏ بدأت عملية الاتصال
بالمنشقين العسكريين الألمان تتخذ مسارا مميعا إلي حد ما‏,‏ علي الرغم من
تواصل الاتصال بالضابط الألماني‏(‏ شلنبرج‏),‏ الذي شكا أكثر من مرة‏,‏ من
ضعف التمويل‏,‏ وإضاعة الوقت في روتينيات بيروقراطية معقدة‏,‏ دون القيام
بإجراء حاسم‏,‏ أو اتخاذ قرارات حازمة‏...‏


وعلي الرغم من
استمرار‏(‏ بست‏)‏ و‏(‏ستيفنز‏)‏ في عملهما‏,‏ ومن التقائهما بالألماني‏(‏
شلنبرج‏)‏ مرتين أخريين‏,‏ خلال الفترة من أوائل مارس‏,‏ وحتي أوائل
سبتمبر‏1939‏ م‏,‏ إلا أنهما قد فقدا الحماس للعملية إلي حد ما‏,‏ ثم
فجأة‏,‏ تطورت الحرب‏,‏ وتطورت معها كل الأمور‏...‏ ففي أغسطس‏1939‏ م‏,‏
عقد ‏(‏ هتلر‏)‏ مع الاتحاد السوفيتي ميثاق عدم الاعتداء‏,‏ وأصبح حرا في
قطع مفاوضاته مع دول‏(‏ أوروبا‏),‏ ثم هاجم‏(‏ بولندا‏),‏ في الأول من
سبتمبر‏,‏ مما دفع‏(‏ انجلترا‏),‏ وغالبية دول الكومنولث‏,‏ و‏(‏فرنسا‏)‏
إلي إعلان الحرب علي‏(‏ ألمانيا‏)‏ رسميا‏,‏ في الثالث من سبتمبر‏...‏


ومع إعلان الحرب‏,‏ تم استدعاء‏(‏ هوج سنكلير‏)‏ لمقابلة رئيس الوزراء‏(‏ تشامبرلين‏)‏ فورا‏,‏ ودون إضاعة لحظة واحدة‏..‏

ثم صدر أمر ببدء العملية فورا‏.‏

ومع صدور قرار رئيس
الوزراء البريطاني‏,‏ بتنشيط وإحياء عملية الاتصال المباشر‏,‏ مع‏(‏
شلنبرج‏)‏ ورجاله عاد النشاط والحماس يدبان في نفسي الكابتن‏(‏ بست‏)‏
والميجور‏(‏ ستيفنز‏)‏ مرة أخري‏.‏

وبعد اجتماع دام ثلاث ساعات متصلة‏,‏
بين‏(‏ سنكلير‏)‏ و‏(‏فنرز‏),‏ ورجلي المخابرات‏,‏ تقرر الاتصال
بالألماني‏,‏ وإبلاغه بتطور الموقف‏,‏ وبضرورة عقد لقاء مباشرا‏,‏ في أقرب
فرصة ممكنة‏,‏ لتحديد خطوات المرحلة القادمة‏,‏ وتقديم كل التسهيلات
والخدمات‏,‏ ووسائل التمويل الممكنة‏,‏ وهنا اقترح‏ (‏ بست‏)‏ ألا يتم
لقاء‏(‏ شلنبرج‏)‏ وحده‏,‏ وإنما الإصرار علي مقابلة بعض الضباط‏,‏
المشاركين معه في تلك الخلية المنشقة‏,‏ كضمان لصدق مزاعمه قبل التعامل معه
بهذا الانفتاح‏..‏

ولقد وافق الكل علي هذا الاقتراح‏,‏ دون استثناء واحد‏,‏ ولكن مع تحفظ‏(‏ فنرز‏)..‏

وعن طريق عميل ألماني آخر‏,‏ تم إبلاغ‏(‏ شلنبرج‏)‏ بالأمر‏,‏ وبأهمية الوقت البالغة هذه المرة‏...‏
وفي الأول من نوفمبر‏1939‏ م‏,‏ وصلت
الي المخابرات البريطانية رسالة من‏(‏ شلنبرج‏),‏ بخطه وتوقيعه‏,‏ والكود
السري المتفق عليه‏,‏ للتأكد من صحة الرسالة‏,‏ مع تحديد موعد للقاء
بالمجموعة القيادية للضباط المنشقين‏,‏ في الثامن من نوفمبر عند النقطة
الحدودية‏,‏ الموجودة في بلدة‏(‏ فنلو‏)‏ الهولندية‏,‏ علي مسافة أمتار
قليلة‏,‏ من الحدود الألمانية‏...‏

وبعد إعادة دراسة الموقف كله‏,‏ تم أتخاذ القرار الحاسم‏..‏
لابد وأن تتم عملية‏(‏ فنلو‏)....‏ وفورا‏...‏
‏****‏

انطلقت زفرة ملتهبة
كالحمم‏,‏ من صدر‏(‏ ستيفنز‏),‏ وهو يتطلع عبر زجاج السيارة الصغيرة‏,‏
إلي الجزء الواضح من الطريق‏,‏ الذي يقود إلي تلك النقطة الحدودية
الهولندية‏,‏ في بلدة‏(‏ فنلو‏)‏ الصغيرة‏,‏ عند الحدود الألمانية‏,‏ في
ليلة الثامن من نوفمبر عام‏1939‏ م‏,‏ قبل أن يتراجع في مقعده‏,‏ ولكنه لم
يكد يفعلها‏,‏ حتي لاح ضوء مصباحي سيارة من بعيد‏,‏ أضيئا وانطفآ مرتين
متعاقبتين‏,‏ فاعتدل الاثنان في مقعديهما‏,‏ وقال‏(‏ بست‏)‏ في انفعال‏:‏

ـ لقد وصل‏.‏
نطقها‏,‏ علي الرغم من أنه كان يشعر في
أعماقه بقلق مبهم‏...‏ قلق عجيب‏,‏ جعله يشعر أن هذا اللقاء بالذات‏,‏
سيختلف عن كل ماسبقه‏,‏ وستكون له نتائج خطيرة‏..‏ خطيرة للغاية‏.‏






و‏...‏وفجأة انقضت
سيارة ألمانية الصنع علي الكوخ‏,‏ لتحطمه مع حاجز الحدود تماما‏,‏ وتتحطم
معه أيضا‏,‏ وفي لحظة واحدة‏,‏ وبتناسق مذهل‏,‏ وثب أربعة رجال من
السيارة‏,‏ وراحوا يطلقون النار علي حرس الحدود الهولنديين‏,‏ بغزارة
وشراسة لاحدود لهما‏,‏ وخاصة بالنسبة لبلد محايد مثل‏(‏ هولندا‏).‏


وكمحترفين‏,‏
سحب‏(‏ بسنت‏)‏ و‏(‏ستيفنز‏)‏ مسدسيهما‏,‏ ودفع كلاهما باب السيارة المجاور
له‏,‏ واندفعا محاولين التدخل‏,‏ أو حماية نفسيهما علي الأقل‏..‏ ولكن
فجأة‏,‏ وجدا كومة من فوهات المدافع الآلية في وجهيهما‏,‏ مع هتاف صارم‏,‏
يقول بالألمانية دون أية محاولة للترجمة‏.‏



ولم يكن هناك سبيل
للمقاومة‏,‏ أو حتي للتفكير فيها‏,‏ مع ذلك الفارق الملحوظ‏,‏ في العدد
والسلاح‏,‏ لذا فقد استسلم رجلا المخابرات البريطانية‏,‏ وألقيا سلاحهما
أرضا‏..‏

وعلي الرغم من أن المسافة‏,‏ التي تفصل
الحدود الهولندية عن‏(‏ برلين‏),‏ ليست بالبسيطة‏,‏ فقد كانت أوامر الفوهلر
تحتم وصول ضابطي المخابرات البريطانيين إلي العاصمة‏,‏ في أسرع وقت
ممكن‏,‏ بعد وقوعهما في قبضة رجاله‏,‏ لذا فما أن تجاوزت السيارة الألمانية
الحدود بأسيريها‏,‏ حتي كانت في انتظارها طائرة خاصة‏,‏ تم نقل‏(‏ بست‏)‏
و‏(‏ ستيفنز‏)‏ إليها معصوبي الأعين‏,‏ ومقيدي المعصمين خلف ظهريهما في
إحكام‏,‏ لتقلع الطائرة فورا‏,‏ في اتجاه‏(‏ برلين‏)..‏ ومع هبوطها هناك‏,‏
حملت سيارة خاصة‏,‏ محاطة بحراسة مكثفة‏,‏ علي نحو مبالغ‏,‏ ضابطي
المخابرات البريطانيين إلي سجن خاص‏,‏ في قلب بيت الثعالب نفسه‏..‏
وهناك‏,‏ وسط رجال‏(‏ الجستابو‏)‏ وجهاز‏(‏ إس ــ دي‏),‏ أدرك‏(‏ بست‏)‏
و‏(‏ستيفنز‏)‏ أنهما قد سقطا في قبضة العدو‏,‏ وأن مصيرهما سيكون رهيبا
حتما‏...‏ قبل حتي أن يسمعا صوتا‏,‏ يقول في صرامة قاسية‏:‏

ـ ارفعوا العصابات عن عيونهما‏.‏

ومع قوله‏,‏ رفع
بعضهم العصابات السوداء عن عيون‏(‏ بست‏)‏ و‏(‏ستيفنز‏),‏ ولثوان‏,‏ بهرهما
الضوء‏,‏ فأغلقا عيونهما قليلا‏,‏ ثم فتحاها‏,‏ لتتسعا عن آخرهما‏,‏ وهما
يحدقان في ذلك الضابط النازي‏,‏ الذي وقف أمامهما في زهو ظافر‏,‏ وهو
يقول‏:‏

ـ مرحبا بكما في أرضنا
فذلك الضابط كان‏(‏ شلنبرج‏)...‏ الميجور‏(‏ فالتر شلنبرج‏)..‏ شخصيا‏..‏
‏***‏

لأول مرة في
حياته‏,‏ منذ التحق بالمخابرات البريطانية‏,‏ تم استدعاء‏(‏ ستيوارت ج‏.‏
فنرز‏),‏ إلي مكتب رئيس الوزراء شخصيا‏,‏ الذي سأله فور دخوله‏:‏

ـ ما مدي سوء الموقف في رأيك ؟‏!‏
مط‏ (‏ فنرز‏)‏ شفتيه‏,‏ وهز رأسه‏,‏ قائلا‏:‏
ـ الموقف بلغ أقصي درجات السوء ياسيادة
رئيس الوزراء‏,‏ فسقوط عميل للمخابرات‏,‏ تم تدريبه علي نحو جيد يعد خسارة
كبيرة لأي جهاز‏,‏ أما سقوط ضابط مخابرات‏,‏ في قبضة جهاز معاد‏,‏ فهو
كارثة كبري‏,‏ بكل المقاييس‏.‏

اعاد الجواب‏(‏ تشامبرلين‏)‏ إلي شحوبه
وامتقاعه‏,‏ فبقي علي مقعده صامتا كالحجر لفترة طويلة‏,‏ قبل أن يتساءل
بصوت سمعه‏(‏ فنرز‏)‏ بالكاد‏:‏

ـ هل تقترح شيئا لتفادي الانهيار الكامل ؟‏!‏

أجابه‏(‏ فنرز‏)‏ في سرعة‏,‏ وكأنه كان ينتظر السؤال ويتوقعه‏:‏
ـ بالتأكيد‏..‏ لابد وأن ننسي امر‏(‏
بست‏)‏ و‏(‏ستيفنز‏)‏ وكل ما لديهما من معلومات‏,‏ وأن نعيد بناء وتنظيم كل
شيء علي نحو جديد بحيث لا تعود لمعلومات النازيين عن نظمنا أية قيمة‏...‏
سنغير وسائلنا وأقسامنا‏,‏ وأسلوب تعاملنا مع المعلومات‏,‏ وكذلك أسلوب
تعامل رجال المخابرات معها‏..‏ كل ضابط سيعرف ما يخصه منها فقط‏,‏ من الآن
فصاعدا‏,‏ لا أحد سيطالع عمليات الآخرين‏,‏ إلا للضرورة القصوي‏,‏ لتفادي
حدوث أية كوارث مماثلة مستقبلا وأسماء عملائنا أنفسهم ستوضع في خزانة خاصة
في مكتب مدير الجهاز وحده‏,‏ بحيث لا يعرف الضابط سوي الأسماء الكودية
وحدها وسنعمل فورا علي تجنيد عدد جديد من العملاء في مختلف بلدان‏(‏
أوروبا‏),‏ و‏..‏

قاطعه‏(‏ تشامبرلين‏)‏ وهو يعتدل ويلتقط ورقة معدة مسبقا أمامه قائلا‏:‏
ـ هذا يكفي‏..‏ ستتولي امر جهاز
المخابرات البريطاني‏,‏ حتي يشفي‏(‏ سنكلير‏)‏ من مرضه أو‏..‏ أو تتغير
الأمور وبلهفة حقيقية‏,‏ التقط‏(‏ فنرز‏)‏ القرار قائلا‏:‏

أعدك بألا أخذلك أبدا‏,‏ ياسيادة رئيس الوزراء‏..‏

ولقد كان‏(‏
فنرز‏)‏ صادقا للغاية في عبارته الأخيرة هذه فقد بدأ عملية الإصلاح الهيكلي
لجهاز المخابرات البريطاني‏(‏ إم ـ أي ـ‏6),‏ فور وصوله إلي مكتبه‏,‏
كرئيس مؤقت للجهاز‏..‏

وفي الرابع والعشرين من نوفمبر‏,‏
توفي‏(‏ سنكلير‏)‏ متأثرا بتلك الهزيمة البشعة‏,‏ التي اختتم بها ملفه‏,‏
واصبح‏(‏ ستيورات ج فنرز‏)‏ هو الرئيس الفعلي للمخابرات البريطانية‏.‏


وفي الوقت ذاته‏,‏
كان الكابتن‏(‏ س‏.‏ باين بست‏)‏ والميجور‏(‏ هـ‏.‏ ر‏.‏ ستيفنز‏)‏ قد
انهارا من وطأة التعذيب الوحشي الرهيب‏,‏ الذي تعرضا له علي يد‏(‏
شلنبرج‏)‏ الهاديء الوسيم‏,‏ وطاقم خبراء جهاز‏(‏ إس ـ دي‏)‏ وراحا يدليان
بما لديهما من معلومات‏,‏ ويبوحان بكل ما في جعبتهما من معارف وأسرار‏..‏
وكان لديهما الكثير بالفعل‏..‏ والكثير جدا‏..‏

ولقد أدي ما حصل عليه الألمان‏,‏ عبر
خدعتهم هذه‏,‏ إلي القضاء علي معظم أفراد شبكة جاسوسية‏ (‏ إم ـ أي ـ‏6),‏
في‏(‏ أوروبا‏)‏ كلها‏,‏ وقد كشف ضابطا المخابرات البريطانية أيضا عن عملاء
بلجيكيين وهولنديين‏..‏

وفي بيان أدلي به‏(‏ هنريش هملر‏)‏
لتبرير احتلال‏(‏ ألمانيا‏)‏ لدولتي‏(‏ هولندا‏)‏ و‏(‏بلجيكا‏)‏ في
مايو‏1940,‏ استخدم رئيس جهاز‏(‏ إس ـ دي‏)‏ تلك المعلومات‏,‏ التي تم
انتزاعها من رجلي المخابرات البريطانيين لتأكيد كلماته وقوته‏..‏


وفي الوقت ذاته‏,‏
أعلنت‏(‏ ألمانيا‏)‏ للعالم كله‏,‏ أن المخابرات البريطانية قد تآمرت
لقتل‏(‏ هتلر‏)‏ وأنه قد نجا من الحملة بأعجوبة‏..‏

ولقد تمت مكافأة‏(‏ شلنبرج‏)‏ بسخاء
ومنحه‏(‏ هتلر‏)‏ بنفسه الصليب الحديدي‏,‏ من الطبقة الأولي‏,‏ وهو أعلي
وسام للشجاعة‏,‏ في‏(‏ ألمانيا‏)‏ كلها‏,‏ تقديرا لدوره في عملية‏(‏
فنلو‏)‏ مما رشحه فيما بعد للقيام بعملية لاختطاف دوق‏(‏ وندسور‏),‏ في
عملية مدهشة أخري‏,‏ ربما يتم نشر وقائعها‏,‏ في القريب العاجل جدا‏..‏


أما‏(‏ تشمبرلين‏)‏
فقد حطمته تلك العملية تماما‏,‏ وبخاصة لما تسببت فيه من خسائر حربية
فادحة‏,‏ وهزائم متوالية‏,‏ أجبرته علي الاستقالة‏,‏ وإفساح الطريق أمام
منافسه‏(‏ وينستون تشرشل‏)‏ الذي اعتلي كرسي رياسة الوزراء مؤيدا تلك
التغيرات الجذرية‏,,‏ التي أجراها‏(‏ فنرز‏)‏ ومصرا علي التصدي للخطر
النازي‏,‏ حتي أسقطه في عام‏1945‏ م‏..‏

ولكن حتي هزيمة‏(‏ ألمانيا‏)‏ وخسارتها
للحرب العالمية الثانية‏,‏ لم تنجح في محو ما قام به جهاز مخابراتها‏,‏ مع
الأشهر الاولي للحرب‏,‏ ليحفر اسمه في تاريخ عالم المخابرات إلي الأبد‏,‏
بتلك العملية التي قلبت الدنيا كلها رأسا علي عقب‏..‏ عملية‏(‏ فنلو‏).‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد الدوكو




ذكر عدد المساهمات : 54
تاريخ الميلاد : 12/04/1981
تاريخ التسجيل : 24/04/2012
العمر : 43
العمل/الترفيه : خراط

ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )    ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  I_icon_minitimeالسبت مايو 05, 2012 5:37 am

هذه بعض من اهم عمليات الجستابو ( بيت الثعالب او المخابرات الالمانية )


ولكنها باختصار شديد جدا


فقط للتعلم ولمعرفة من نحن واين نقف بين العالم


وربما يتاح لي الوقت اللازم لكتابتها بالتفصيل


والله المستعان



**********************************


في احدي الايام درات الشبهات حول احد الاشخاص حتي تم التاكد من انه جاسوس للانجليز وعند


القبض عليه لم يجدوا اي اثبات او اي اجهزه او حتي معلومات وكعاده جهاز الجستابو اذا وقف
امامهم شيئ اتي



فون كلايسيت



كان شخصا عبقريا لايؤمن بالعنف في الاستجواب بل بالذكاء فالعنف يجعلك تحصل علي ماتريد

سماعه من المُستجوب لا ان تحصل علي الحقيقه


ما ان استلم الملف الخاص بالقضيه دهش عندما لم يجد سوي بعض الخطابات التي يرسلها


الجاسوس والذين حاولو بكل مهاره ان يكتشفوا ان كان هناك شفره في هذه الخطابات ولكن لا

نتيجه وحاولوا وحاولوا الي ان اقتنعوا بأن هذه الخطابات عاديه الي ان عرضت علي فون


كانت الخطابات كلهاعاديه نص عادي ينتهي بنقطه


ولكن لا


لاحظ فون مالم يلاحظه احد
الخطابات في نهايته كانت النقطه مختلفه بعض الشيء
شيئ ما فيها

مختلف


وامر بالبحث


واكتشف ان هذه النقطه ما هي الا ميكروفيلم حتي اذا كبرت هذه النقطه فإذا هي رساله الي


المخابرات البريطانيه


قصه اخري


قبل الحرب العالميه الثانيه نشط جهاز الدعايه الفرنسي في الترويج لسلاح الفرسان علي انه فخر


الامبراطوريه علي الرغم من معرفه ان هذا السلاح انتهي فعليا كسلاح حقيقي ولكن الامر كان نوع

من الفخر وكان هذا الامر يعلي كثيرا من معنويات الجيش الفرنسي والشعب ايضا


فارسل هتلر في طلب هملر رئيس الجستابو وامر بانهاء هذه المشكله في اسرع وقت


فارسل الي فون كلايسيت


وفي الاجتماع طلب فون من هملر ان يجلسان مع بعض علي انفراد كانت كل الاقتراحات فيها بعض


الفرقعه والتدمير لكن


كان حل هملر بسيطا

وسحريا كل العاده


ارسل رساله الي احد الجواسيس بالتقرب من قائد سلاح الفرسان وعمل صداقه معه وحدث فعلا


حتي في احدالايام استضاف قائد سلاح الفرسان الجاسوس الالماني ليريه اقوي الاحصنه العربيه


وافضلها


قبل هذا بيوم أُرسل الي الجاسوس علبه تحتوي علي الحل وهو


دبوس




نعم دبوس ولكن ملوث بجرثومه الجمره الخبيثه


وكل ما عليه هو وخز بعض الاحصنه ودع الجرثومه تقوم بعملها


وبعد يومين بدا المرض يظهر ولم يمكن السيطره عليه وماتت كل الاحصنه




الاخيره
جهز جهاز المخبارات الالماني فرق من الجيش تجيد الانجليزيه وتحمل اسلحه غربيه ومعدات



ومركبات من مركبات الحلفاء


وعندما انهار الجيش الالماني في فرنسا دخلت هذه المجموعه وقامت باعمال التخريب


والاهم تغير لوحات الطرق فالجيوش القادمه الي فرنسا كانت امريكيه وانجليزيه مما ادي الي ان تاهت


بعض الوحدات بل وتغيرت وجهتها فمثلا من كان ذاهب الي مرسيليا كان اللوحات الارشاديه تصل

به الي ليون


والاهم انه لم يعد الحلفاء متاكدين من هذه الوحده او تلك صديقه بل كان الجنود اذا تقابلوا يتاكدون


من ان هذا الجندي امريكي من نتائج مباريات الملاكمه او اسماء نجمات هوليوود


بسبب هذه الفرقه التي نشرت الرعب بين صفوف الحلفاء والارباك ايضا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فؤاد الدوكو




ذكر عدد المساهمات : 54
تاريخ الميلاد : 12/04/1981
تاريخ التسجيل : 24/04/2012
العمر : 43
العمل/الترفيه : خراط

ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )    ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )  I_icon_minitimeالسبت مايو 05, 2012 5:38 am

من ملفات المخابرات العالمية













عملية سارين



أوشكت الحرب العالمية الثانية على نهايتها، أو كادت..


القوات النازية تلقت ضربة قاصمة، فى الجبهة السوفيتية، وبدأت تراجعها المأسوى، عبر الجليد الروسى الرهيب..


قوات الحلفاء هبطت فى (نورماندى) ( في احدي اهم عمليات رجل المخابرات ايان
فليمنج الذي ذكرته في موضوع سابق هنا في منتدي الدي في دي )، وبدأت مرحلة
تحرير (أوروبا)، بدءاً من فرنسا، وراحت مع السوفيت يطوقان ألمانيا،
ويهددانها بمصير بشع، لم يجل بخاطرها، حتى فى أحلك كوابيسها..


ووسط كل هذا، وعلى الرغم منه، لم يتراجع الزعيم النازى (أدولف هتلر) عن
لهجته التهديدية الجوفاء، ولا صرخاته ووعيده، خاصة وهو يؤكِّد أنه يستعد
لاستخدام سلاح سرى جديد، سيقلب مسار الحرب كلها، ويعيد النصر إلى جيش
الرايخ الثالث...


فى البداية، تصوَّر قادة الحلفاء، ورجال مخابراتهم، أن (هتلر) يطلق تهديدات جوفاء فحسب، وأنه لا يملك ما يمكنه أن يهدِّد به، و...


ولكن فجأة، انهالت الصواريخ على العاصمة البريطانية..


مئات من صواريخ (ف - 1)، و(ف - 2)، راحت تنسف المدينة القديمة، وتهدم منازلها على رءوس سكانها، وأصحابها، وحكوماتها..


وارتجفت القلوب فى عنف..



فعلى الرغم مما نألفه عن الصواريخ، فى زمننا هذا، كانت آنذاك سلاحاً جديداً
مخيفاً، لم يعرفه العامة، أو حتى الخبراء، إلا فى روايات الخيال العلمى
فحسب، إلى أن جاء العبقرى (فون براون)، وحوَّلها من خيال إلى حقيقة..


حقيقة دمرت نصف (لندن)، فى ليلة واحدة..


وهنا، أدركت أجهزة المخابرات أن (هتلر)، لم يكن مهووساً، عندما تحدَّث عن سلاح سرى..


بل، وراحت جهودهم كلها تتكثَّف؛ للتوصُّل إلى جواب هام للغاية..


تُرى أهذا هو السلاح السرى، الذى تحدَّث عنه الفوهلر، أم أنه مجرد مقدِّمة مخيفة له..


فى تلك الأثناء، كان الأمريكيون يعلمون أن علماء النازية كانوا
يجاهدون،للتوصُّل إلى الطاقة النووية، التى يجرون هم أيضاً تجاربهم السرية
عليها،منذ فترة ليست بالقصيرة، إلا أنهم كانوا واثقين من أن افتقاد
المعلومات كان يعنى أن بلوغ ذلك الهدف، من الجبهة الألمانية، أمر شبه
مستحيل، فى تلك المرحلة بالتحديد..


ولكن تحريات المخابرات البريطانية كانت تشير إلى وجود سلاح سرى آخر..


سلاح رهيب..


وجديد..


وفتاك..



ووسط التكهنات، ومحاولات كشف الأغوار، وسبر الحقائق، وصلت إلى المخابرات
البريطانية معلومة، عن قُرب إنتاج الألمان للجيل الثالث، من صواريخهم
المدمرة..


جيل (ف - 3)..



ووفقاً لمعلومات جاسوس رفيع المستوى، كان (ف - 3) يختلف كثيراً عن نظيريه
السابقين، إذ كان أكبر حجماً، وأكثر قوة، وأبعد مدى بكثير، حتى أنه يمكن
إطلاقه من قلب (برلين)، ليعبر المحيط كله، إلى (واشنطن) مباشرة..


أما قوته التفجيرية، فكانت مفاجأة..


مفاجأة محيرة للغاية..


فعلى الرغم من مداه وقوته، لم ترد معلومة واحدة، تشير إلى أنه يحمل رأساً متفجرة!!..


لماذا سيعبر المحيط إذن؟!..


لماذا يعتبره النازيون سلاحهم السرى، لو أنه لن يسبب الدمار نفسه، الذى أحدثته الصواريخ السابقة؟!..


السر يكمن إذن فى المادة التى سيحملها (ف - 3)..

وهذا ما ينبغى أن يسعى الكل لمعرفته.,.


وهكذا، أطلقت المخابرات البريطانية جيشاً من رجالها، وجواسيسها، وعباقرتها،ومحلليها؛ لجمع أية معلومة ممكنة، مهما صغر شأنها..

ولأن الأحداث كانت تجرى بسرعة مدهشة، فقد جند البريطانيون والأمريكيون نخبة من أفضل رجالهم ومحلليهم؛ للتعامل مع ذلك الموقف الدقيق..

( معلومة فقط للعلم وحصري لمنتدي الدي في دي ، كان التعاون الوثيق بين
البريطانيين والامريكان هو البداية لعملية احتيال قامت بها المخابرات
البريطانية لجعل الولايات المتحدة تدخل الحرب عن طريق عميلة للمخابرات
البريطانية بالمخابرات الامريكية وجاري كتببة هذة العملية للافادة )

وبسرعة، راحت المعلومات تتوافد... وتتوافد.. وتتوافد..


وكما يحدث فى لعبة (البازل) الشهيرة، راح الرجال يجمعون كل معلومة،ويرصونها
بدقة إلى جوار المعلومات الأخرى، لتتضح الصورة رويداً رويداً،وتظهر
الحقائق لحظة بعد أخرى..


وأخيراً، اكتملت الصورة..


وبدت مفزعة مخيفة، إلى أقصى حد..


فالصاروخ (ف - 3) سيحمل بالفعل أخطر سلاح سرى، توصل إليه الألمان، فىالأشهر الأخيرة من أبشع حرب عرفها التاريخ..


الغاز..



غاز عديم اللون والرائحة، لا يمكنك أن تشعر بوجوده، إلا أنه ما أن يدخل
الجهاز التنفسي، حتى يصيبه بالتهابات حادة، تؤدى إلى صعوبة فى
التنفس،وارتشاح فى الرئة، وتضخم فى الحويصلات الهوائية، فينهار الشخص،
ويلقى مصرعه خلال أقل من ساعة، مع آلام مبرحة، تلتهم كيانه كله..

غاز اسمه (سارين)...



لم تكن غازات الأعصاب، أو الغازات السامة سلاحاً مجهولاً أو مستحدثاً، فى
ذلك الحين، إذ استخدمتها الألمان أيضاً، فى الحرب العالمية الأولى، وحققوا
بوساطتها انتصارات فائقة، فى مراحلها الأولى، إلا أنها كانت من أنواع أبسط ،
تطلق معها سحباً من الدخان، ورائحة نفاذة، تنبه الأعداء إلى ضرورة ارتداء
الأقنعة الواقية، والقتال بما تدربوا عليه بها..


ولكن (سارين) كان أخطر بكثير..


جرام واحد منه، كان يكفى لتلويث هواء مدينة صغيرة بأكملها، مع انتشار سريع
غير محسوس، بحيث تكون أول أعراضه هى الانهيارات الرئوية، والوفاة السريعة..


ولو حمل ثلاثة صواريخ، من طراز (ف - 3)، عبوات من غاز (سارين)، وانفجرت فى
ثلاث مدن بريطانية، فقد يبيد هذا نصف البريطانيين بضربة واحدة..


ويا له من سلاح!..


والواقع أن أجهزة مخابرات الحلفاء قد أصيبت بالهلع، عندما توصَّلت إلى تلك
الحقائق، ووجدت أنه من المحتم أن تنشط أكثر وأسرع، بكشف كل ما يتعلق
بهذاالأمر، قبل أن يبلغ الألمان نقطة اللاعودة، ويبدءون فى استخدام أخطر
أسلحتهم..
كان من الواضح أن مشروعهم لم يكتمل بعد، وإلا لاستخدموا (سارين) على نطاق واسع، خاصة وأن الزحف السوفيتى يقترب من عاصمة رايخهم..


لذا، أصبح الوقت هو أهم عامل حيوى..


على الإطلاق..




وبسرعة، اجتمع رجال المخابرات البريطانية، مع عدد محدود من المكتب
الاستراتيجى الأمريكى، الذى أصبح فيما بعد نواة المخابرات الأمريكية،وراحوا
يعدون خطة لمنع (ألمانيا) من إنتاج صواريخ (ف - 3)، التى يمكنها حمل
(سارين) إليهم..


فى البداية، فكَّر الأمريكيون فى غارة عنيفة على مصنع شركة
(آى.جى.فاين)،التى تقوم بتركيب وتصنيع الغاز القاتل، إلا أن البريطانيين
فاجأوهم بأن المصنع موجود فى قلب أحد جبال (ألمانيا)، ومحاط بأكثر من
مليونى طن من الأسمنت المسلح، الذى لن تخترقه قنبلة معروفة..



ولأن القنبلة الذرية لم تكن قد اكتملت بعد، حاول البريطانيون ابتكار قنبلة جديدة ضخمة، ذات قوة تدميرية عنيفة..


ولقد شنوا غارة بوساطتها بالفعل..


وسقطت القنبلة الرهيبة على الجبل، وسببت دماراً شديداً للغاية..


إلا أنها لم توقف مشروع (ف - 3)..


ولا إنتاج غاز (سارين)..


وهنا، أدرك الكل أن عليهم البحث عن وسيلة جديدة، و...


"وسيلة بشرية!.."..



ألقى الاقتراح ضابط مخابرات شاب، اشتهر فى الأروقة البريطانية السرية بأنه
صاحب خيال جامح، وابتكارات ظاهرها الجنون، وباطنها عبقرية أدهشت الكل، خاصة
وأنه ينتمى إلى أسرة نبيلة، يئست يوماً من أن تضعه فى منصب يتناسب
وقدراته..


وفى شئ من العصبية، استقبل أحد الأمريكيين اقتراحه، قائلاً:


- أى سخف هذا... مصنع (مابن) محاط بحراسة ألمانية شديدة للغاية، وكل
العاملين فى داخله تم انتقاؤهم بعناية تامة، ويخضعون لمتابعة ومراقبة
دائمين، ومن المستحيل أن ننجح فى تجنيد أحدهم، أو زرع عميل بينهم، أو...


قاطعه الضابط الشاب (آيان فليمنج)، الذى حظى فيما بعد بشهرة واسعة،باعتباره
مبتكر أشهر شخصيات الجاسوسية (جيمس بوند)، وهو يقول فى حماس:


- ومن قال: إننا سنفعل هذا أو ذاك؟!


تبادل الكل نظرة دهشة، قبل أن يتساءل ضابط بريطانى أكبر رتبة من (فليمنج):


- ماذا سنفعل إذن؟!


مال الشاب إلى الأمام، وأجاب فى حزم:

- نهاجم.


صدم جوابه الموجودين جميعاً، وثار عليه الأمريكيون فى غضب عنيف، إلا أنه
حافظ على هدوئه الشديد، وانتظر حتى أفرغوا كل ثورتهم فى وجهه، ثم بدأ يشرح
فكرته..


وهنا، صمت الكل..


فعلى الرغم من أن خطته قد بدت مجنونة تماماً، إلا أنها نجحت فى جذب اهتمامهم وانتباههم..


والأهم، أنها كانت ممكنة التطبيق..


على الرغم من خطورتها، التى تقترب من حافة الانتحار..


ولكن الهدف كان شديد الحساسية والخطورة، والوقت يمضى بسرعة لا يتصوَّرها أحد، والنتائج أخطر من أن يلتهمها تردُّد أو قلق..


ثم أن هذا كان الاقتراح الوحيد المقدم..


لذا، فقد تم وضع الأمر موضع التنفيذ فوراً..


وخلال ثمان وأربعين ساعة فحسب، تمت دراسة الموقف مرة أخرى، ووضع الخطة كلها، ووضع الخطة كلها، فى وجود (فليمنج)..


وبعدها،شنت الطائرات البريطانية غارة عنيفة، على موقع مصانع (آى.جى.فاين)..


ولأوَّل مرة، فى تاريخ الحروب، قام رجال الكوماندوز البريطانيين بعملية هبوط بالمظلات، فى قلب الغارة..


ستة من البريطانيين، بينهم أمريكى واحد، هبطوا على مسافة كيلو متر واحد من
المصانع، وشنوا عليها هجوماً صاعقاً، قبل حتى أن تتوقف القاذفات الثقيلة عن
القصف..


وكانت أخطر عملية انتحارية، فى تاريخ الحرب العالمية الثانية..


أو ربما فى تاريخ الحروب كافة..


فالذين قاموا بالعملية، كانوا معرضين للموت، بنفس القنابل، التى تنهال على الهدف..



ولهذا، كان وقع المفاجأة على الألمان مذهلاً..


كانوا يختبئون من قصف جوى، فوجدوا البريطانيين ينقضون عليهم فى مخابئهم..


وبسرعة مدهشة، مع عامل المفاجأة الشديد، سيطر البريطانيون على المكان..


وبخطة مدروسة بمنتهى الدقة، انتشر الرجال السبعة فى المصنع الرئيسى، وراحوا
يزرعون المتفجرات فى أماكن خاصة، تم تدريبهم عليها فى سرعة..



كانت المدة المقترحة للغارة، هى ثلث الساعة فقط، ولقد نجح الرجال فى زرع
متفجراتهم، والانسحاب بتكنيك مدروس، قبل الوقت المحدود بدقيقة واحدة، بعد
أن خسروا فرداً واحداً فقط..


ومع نهاية الغارة، وانسحاب القاذفات البريطانية الثقيلة، دوت عدة انفجارات أخرى عنيفة..


انفجارات نشأت من قلب الجبل..


من قلب مصنع غاز الموت..



لم تنسف المتفجرات خزاناً واحداً، من خزانات المواد الكيماوية، المستخدمة
فى إنتاج (سارين)؛ حتى لا تتسبَّب فى كارثة بيئية عنيفة، وإنما نسفت كل
أجهزة التصنيع والمعامل..


وكانت حالة رهيبة من الفوضى والاضطراب..


حالة استغلها البريطانيون؛ للاختفاء فى أماكن مختارة مسبقاً، والاطمئنان إلى نجاح العملية بشكل نهائى..


وفى (لندن)، عرف (فليمنج) النتيجة..


لقد تم إيقاف مشروع (سارين) و(ف - 3)، لفترة طويلة..


فترة قد لا تملكها (ألمانيا) النازية فعلياً..


وعلى الرغم من أن الألمان قد تحرَّكوا فى وحشية وجنون؛ بحثاً عن منفذى
العملية، إلا أنهم عجوزا عن هذا تماماً؛ بسبب تكثيف الهجوم على (برلين)، من
الشرق والغرب..


وبعد فشل السلاح السرى، توقف (هتلر) عن تصريحاته تماماً، واختبأ فى مخبأ
سرى، فى نفس الوقت الذى حمى فيه المنشقون أفراد الكوماندوز البريطانيين،حتى
أطبق الحلفاء على (برلين) من كل جانب..


وانتحر (هتلر)؛ ليضع نهاية للرايخ الثالث، ولأحلام وطموحات (ألمانيا) كلها..


أما سلاحه السرى، فقد أصبح مجرد تاريخ، يتحدَّث عنه العديدون، دون أن يدركوا أنه كان يحمل يوماً ما اسماً واضحاً..


اسم (سارين).

( اعزائي اعضاء منتدي الدي في دي يجدر الاشارة هنا الي ان هوليوود قامت بعمل فيلم يحكي هذه القصة )





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ن ملفات المخابرات العالمية ( فضيحة المخابرات البريطانية )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من عمليات المخابرات العالمية ( قواعد اللعبه )
» اخر ماتم الافراج عنه من ملفات المخابرات العامة المصرية بقلم: دكتور سمير محمود قديح
» فضيحة ووترجيت
» عالم المخابرات والمفاهيم الخاطئة
» كيف تصطاد المخابرات الصهيونيه العملاء ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملوانى :: قسم المخابرات العامة والجاسوسية-
انتقل الى: