ما عاد يا دنياي وقت للهوى
|
ما عاد همس الحب.. في وجداني
|
ما عاد نبض الحب ينطق بالمنى
|
و كفرت بالدنيا.. و بالإنسان
|
فحملت أحلاما تلاشى سحرها
|
كرفات قلب ضاق بالأكفان
|
و نسيت أزهارا غرسناها معا
|
و جنى عليها الدهر بالحرمان
|
و جنيت منها الحزن كأسا ظالما
|
كم ذبت يا عمري من الأحزان
|
و حسبت أن العمر بحر هادئ
|
فرأيت موج البحر كالبركان
|
و غرقت في ألم الحياة و هدني
|
عبث السنين.. و حيرة الفنان
|
فالكأس أيام نعيش بحزنها
|
و العمر سجن خانق الجدران
|
و الناس أطياف تمر كأنها
|
أشباح صيف شاحب الأغصان
|
هم كالسكارى في الحياة و خمرهم
|
أمل عقيم.. أو شعار فان
|
و تعربد الأيام فيهم ما ترى
|
في العمر في الأخلاق.. في الوجدان
|
ما أجبن الإنسان يدفن عمره
|
ليعيش تحت السوط.. و السجان
|
و يقول حظي أن أعيش ممزقا
|
و أظل صوتا.. لا يراه لساني
|
* * *
|
ما عاد يا دنياي وقت للهوى
|
ما عاد نبض الحب.. في وجداني
|
الحب أن نجد الأمان مع المنى
|
ألا يضيع العمر في القضبان
|
ألا تمزقنا الحياة بخوفها
|
أن يشعر الإنسان.. بالإنسان
|
أن نجعل الأيام طيفا هادئا
|
أن نغرس الأحلام كالبستان
|
ألا يعاني الجوع أبنائي غدا
|
ألا يضيق المرء.. بالحرمان
|
أخشى بأن يقف الزمان بحسرة
|
و يقول كانوا.. لعنة الإنسان
|
فغدا سيذكرنا الزمان بأننا
|
بعنا الهواء الطلق.. بالدخان
|
* * *
|
كلماتنا صارت تباع و تشترى
|
و بأبخس الأسعار.. بالمجان
|
كلماتنا يوما أضاءت دربنا
|
فلقد عرفنا الله في القرآن
|
و نساؤنا صغن الحياة رواية
|
كلماتها شيء.. بغير معاني
|
الفقر حطم في النساء حياءها
|
صارت تباع بأرخص الأثمان
|
و شبابنا جعلوا الحياة قضية
|
إما يمين.. أو يسار قاني
|
و نسوا تراب الأرض ويح عقولهم
|
هل بعد ((طين الأرض)) من أوطان؟
|
و شيوخنا بخلوا علينا بالمنى
|
من يا ترى يحيا.. بغير أماني؟
|
قالوا لنا: إن الحياة تجارب
|
و الويل كل الويل.. للعصيان
|
تركوا لنا وطنا حزينا ضائعا
|
تركوا الربيع ممزق الأغصان
|
* * *
|
كم قلت من يأس سأرحل علني
|
أجد الظلال على ربى النسيان
|
حتى يعود الحب يملأ مهجتي
|
و يشع نورا في سماء كياني
|
لكنني أدركت أن بدايتي
|
و نهايتي.. ستكون في أوطاني
|
و سأسأل الأيام علّ مدينتي
|
يوما تعرف قيمة الإنسان
|
فمتى شجون الليل تهجر عشنا؟
|
و متى الزهور تعود للأغصان؟
|
و متى أعود لكي أراك مدينتي
|
فرحى بغير اليأس.. و الأحزان؟
|
أترى سنرجع ذات يوم بيتنا
|
و نراه كالأمل الوديع.. الحاني؟
|
أترى سترحمني مدينتنا التي
|
قد صرت أجهل عندها.. عنواني؟
|
قد أنكرتني في الزحام و ما درت
|
أني يمزقني لظى.. حرماني
|
إني وليدك يا مدينتنا فهل
|
صار الجحود.. طبيعة الأوطان؟!
|
هل صار قتل الابن فيك محللا
|
أم صار حكم الأرض للشيطان؟
|
إني تجاوزت الحديث و إنما
|
حقي عليك.. سماحة الغفران
|
فإذا غضبت فأنت أمي فارحمي
|
و إذا عتبت فذاك من أحزاني
|