مـــــقــــــــــــــــــام الـــــــــصــــــبـــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــا

سم الله الرحمن الرحيم في
الموضوع السابق درسنا مقام البياتي أما اليو جولتنا تحمل إحساساً يكاد
يكون مناقضاً، إحساس الحزن والشكوى، مع المقام الباكي “الصبا”، أو (بكاء
الرجال) كما كانوا يسموه في زمن الدولة العباسية.

مـــــقــــــــــــــــــام الـــــــــصــــــبـــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــا 9ba

مـــــقــــــــــــــــــام الـــــــــصــــــبـــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــا 9ba

إن
مقام الصبا فريد جداً من نوعه على الناحية الموسيقية، فهو في الحقيقة ناقص
علمياً، وسلمه يفترض أن يكون غير صحيح، فكل سلم موسيقي لابد وأن ينتهي
بنفس النوتة التي بدأ منها، إلا مقام الصبا، فقراره لا يماثل جوابه، وهذا
يجعله متفرداً معزولاً، كما هو إحساسه، ليس منشقاً عن مقام، ولا ينشق مقام
منه (هناك قلة من الباحثين يصنفونه تحت نسل البياتي، ولكني لا أتفق مع هذا
الرأي).

مقام الصبا برأيي مقام محدود، وهذا ما
يجعل الملحنين الكبار يتفادونه كثيراً، صحيح أن ألحانه تحمل أحاسيسَ جياشة
معبرة، تبدو وكأنها تشتكي وتتألم، غير أن آفاقه ضيقة ولا تفتح أبواباً
متسعة للتلحين، ولهذا تظهر الألحان فيه متقاربة إلى حد كبير، مقارنة
بالتنوع والاتساع اللذان تمنحانهما المقامات الأخرى.

هناك من الناس من يحبون الاستماع للألحان الحزينة، ولكني لست منهم، ولهذا نادراً ما أعزف على هذا المقام، أعتقد لأنه يتعبني.

:147: