لمحة عن تاريخ العود وتركيبه وأوضاعه

العود هو من الآلات الأساسية التي ترتكز عليها الموسيقا الشرقية ولا يزال آخذا مكانته العظيمة في الشرق العربي حتى الآن
عرف
العود عند قدماء اليونان والرومان والفراعنة وقد أخذته الفرس واستعملته في
موسيقاها وهو على وترين فقط وكان الفرس يسمون الوتر الأول العلوي بال (بم )
والثاني السفلي بال (الزير ) ويفسر العرب البم بأنه الصوت المنخفض أعني(
القرار) والزير هو الصوت العالي اي الحاد ويدعى (الجواب ) ولما بدأالعرب
يهتمون بهذه الآلة أدخلوا عليها تحسينات كانت هي السبب في شهرة العود
وابراز قيمته ....... وقد أصبح العود عبارة عن قطعة واحدة من الخشب مجوف
يلصق على وجهها لوح من الخشب الرقيق ويفتحون بهذا الوجه فتحات صغيرة على
غير نظام .... ثم أضاف العرب على العود وترين ما بين الوترين القديمين
فسموا الأول ب المثنى والثاني ب (المثلث ) وجعلوا الفروق الصوتية ما بين كل
وتر والثاني رباعية أي تأخذ المسافة ربع الوتر كي تعادل صوت الوتر الذي
يليه ... وقد وضعوا على زند العود أربع ربائط كي يحصلوا على دوسات أربع
للأصابع الأربع وهذه الربائط سميت بأسماء أصابع اليد (( ربطة السبابة _
ربطة الوسطى _ ربطة البنصر _ ربطة الخنصر )) كما أن الأوتار كانت تصنع من
الحرير ... وبقي العود على هذا المنوال حتى جاء زرياب المغني تلميذ ابراهيم
الموصلي فأضاف على العود تحسينات فقد جعل العود على شكل بيضوي منشق لنصفين
وهو صنع من ضلوع خشبية تصلح لذلك وقد أحدث في صدره فتحة واحدة كبيرة الحجم
تسمى اليوم ب (القمرة )لتساعد على تدفق صدى الصوت ورنينه إلى الأسماع ثم
ألصق في وجهه قطعة خشبية فيها ثقوب لربط الأوتار بها وتسمى بال(مربط )
ويلصق بينها وبين القمرة قشرة من الخشب لصيانة وجه العود من تأثير ضرب
الريشة المسماة (المضراب ) وأبدل زرياب الأوتار الحريرية بأوتار جلدية وثنى
الأوتار بعد أن كانت فردية ولم يكتف زرياب بهذا الأنقلاب بل أضاف وترا
خامساً من أسفل الأوتار وجعله حسب نسبتها من حيث النغم والفروق واستبدل
المضراب المصنوع من قشرة خشبية ب ريشة النسر
أما تسمية الأوتار الخمسة
التي كانت بزمن زرياب فهي ( بم _ مثنى _ مثلث _ زير _ الحاد ) ولما دخل
العود في العصر التركي وجدنا تسمية الأوتار قد تغيرت وسميت أيضاً بأسماء
فارسية نغمية (يكاه _عُشيران _دوكاه _نوا _كردان ) ....................

» تاريخ آلة البيانو وعباقرة الموسيقى